تفاصيل الخبر

  • «بلاتس»: أسواق النفط تتفاعل مع اجتماع «أوبك+» .. وضعف التعافي الاقتصادي يضغط على الأسعار
    23/08/2020

    أسامة سليمان من فيينا

    سجلت أسعار النفط الخام تراجعا في ختام الأسبوع الماضي تحت وطأة تزايد الإصابات بفيروس كورونا، وعودة إغلاق بعض الاقتصادات في مقابل تنامي المعروض من النفط، وفقد خام برنت نحو 1 في المائة على أساس أسبوعي في حين شهد خام غرب تكساس الوسيط زيادة بنحو 1 في المائة.
    ويتلقى السوق دعما من نجاح اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج في "أوبك+" هذا الأسبوع، الذي كشف عن ارتفاع في امتثال المنتجين لحصص خفض الإنتاج إلى 97 في المائة مع توقعات إيجابية لآفاق الطلب إلى جانب زيادة تعهد المنتجين المتعثرين سابقا بإجراء تعويضات إضافية خلال الشهور المقبلة.
    وفي هذا الإطار، أكدت وكالة "بلاتس الدولية" للمعلومات النفطية أن تراجع أسعار النفط الخام يعود إلى تضافر أخبار التعافي الاقتصادي الأوروبي الضعيفة مع المخاوف بشأن تباطؤ الطلب على النفط الخام وسط جائحة فيروس كورونا المستمرة.
    وقال تقرير حديث للوكالة إن بيانات المشتريات التصنيعية في أوروبا سجلت أدنى مستوى لها في شهرين على الرغم من ارتفاع بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي، لافتا إلى أن الأرقام الأمريكية الأكثر إيجابية لم تكن كافية لتعزيز أسواق الخام.
    ونوه إلى أن أسعار النفط ظلت ثقيلة بعد أن أكدت بيانات مؤشر مديري المشتريات الأوروبية أن التعافي المتوقع لم يحدث حيث فقدت عديد من المناطق الزخم، مشيرا إلى أن توقعات الطلب تحتاج إلى بقاء كل من الولايات المتحدة وأوروبا بقوة في وضع الانتعاش.
    وأشار إلى أن ارتفاع الدولار الأمريكي واستمرار ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في معظم أنحاء العالم يضغطان أيضا على أسواق النفط الخام، معتبرا أن شهية المخاطرة على النفط كانت ضعيفة في نهاية الأسبوع الماضي.
    ولفت إلى انخفاض إنتاج الخام الأمريكي من نحو 13 مليون برميل يوميا قبل الوباء إلى نحو 10.7 مليون برميل يوميا في أغسطس، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، مشيرا إلى احتمال بدء الإنتاج الأمريكي في الارتفاع مرة أخرى مع بقاء النفط فوق 40 دولارا للبرميل، منوها إلى تسجيل زيادات طفيفة في نشاط منصات الحفر الأمريكية هذا الأسبوع.
    وأكد نقلا عن شركة "ريستاد إنرجي" تأكيدها أن أسواق النفط الخام ستتفاعل أيضا مع التأثيرات المستمرة لاجتماع "أوبك+" الأخير، لافتا إلى أن التحالف سيكون قادرا على إقناع الدول المنتجة بإفراط – مثل العراق ونيجيريا وأنجولا وكازاخستان - بالامتثال لحصصها.
    وذكر التقرير أن بعض الأعضاء - مثل العراق – يواجهون صعوبات في تعويض فائض الإنتاج في الأشهر السابقة، ولكنهم تعهدوا ببذل أقصى جهد ممكن، لافتا إلى أن الجائحة عادت لتنتشر بقوة خاصة في أوروبا، حيث نشهد عودة بعض القيود في أوروبا وخارجها، وذلك على الرغم من أن "أوبك+" بدت متفائلة في الغالب بشأن تعافي الطلب، مشيرا إلى أن نمو الطلب من المرجح أن يقترب من مستويات ما قبل الجائحة في 2021 متوقعا أن تشهد بقية عام 2020 صراعا صامتا أثناء مواجهة آثار الموجة الثانية للوباء.
    وأضاف أن الاتجاه الإيجابي لأسعار النفط يرجع في الأساس إلى أن معظم دول "أوبك+" تلتزم بتخفيضاتها، ويبدو أن هناك أرضية صلبة للنفط في الوقت الحالي فوق 40 دولارا للبرميل، متوقعا أن تتأثر أسعار النفط الخام في الأسبوع المقبل صعودا على الرغم من أن إعصارين محتملين يتحركان في الوقت نفسه عبر خليج المكسيك وبالقرب من مجموعة من منصات إنتاج النفط.
    ومن جانب آخر، توقع تقرير "وورلد أويل" الدولي انخفاض أسعار النفط الخام مع استمرار جائحة فيروس كورونا في التعتيم على توقعات الطلب، مشيرا إلى فقد الاقتصاد الأوروبي زخمه بشكل غير متوقع هذا الشهر، ما تسبب في مخاوف بشأن استهلاك الطاقة وأظهر التحدي، الذي يواجهه النمو الأوروبي، حيث تكافح المنطقة للسيطرة على ارتفاع جديد في حالات الإصابة بالفيروسات، بينما تحاول تجنب العودة إلى الإغلاق العام مجددا.
    وذكر أنه منذ أن لامست الأسعار أعلى مستوى لها في خمسة أشهر في بداية هذا الشهر نجد أنه بالكاد تحركت العقود الآجلة للخام الأمريكي، مشيرا إلى أن هذا الأسبوع ألقى الاحتياطي الفيدرالي و"أوبك+" بظلال من الشك على توقعات الاقتصاد العالمي والطلب على النفط على التوالي، بينما تتلقى الأسعار دعما من تقلص مخزونات النفط الخام والبنزين الأمريكية.
    ولفت التقرير إلى أن الأسعار يتم تقييدها من خلال زيادة الإنتاج، ولا سيما من "أوبك+" وكندا، كما تباطأ تعافي الطلب بشكل ملحوظ، كما أن ارتفاع الدولار البارحة الأولى، جعل السلع المعمرة أكثر تكلفة، موضحا أن فارق السعر الفوري لبرنت - فرق السعر بين عقد الشهر الأول وعقد الشهر التالي – يسجل قريبا أوسع نطاق تداول منذ مايو الماضي، ما يشير إلى مخاوف بشأن زيادة العرض.
    وذكر أنه في ضوء نظرة قاتمة للاستهلاك بدأت مصافي النفط تشعر بالضيق، كما أن الهوامش الضعيفة تعني أن مزيدا من مصافي التكرير الأمريكية في الخليج تأخذ كميات أقل من خامات الخام الثقيلة في أغسطس وسبتمبر.
    وعد التقرير أنه من المقرر أن تكون روسيا المورد المتأرجح للنفط الخام لحوض المحيط الأطلسي في سبتمبر المقبل، ما قد يساعد المنطقة على زيادة صادراتها حتى مع انخفاض إجمالي الشحنات لبقية المنطقة، مؤكدا أنه لأول مرة منذ أكثر من 60 عاما تتجه عاصفتان نحو خليج المكسيك، وستهددان بشكل شبه مؤكد البنية التحتية للنفط والغاز.
    ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، فقدت أسعار النفط أكثر من 1 في المائة البارحة الأولى، إذ يصطدم التعافي الاقتصادي العالمي بعقبات نتيجة تجدد إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا وعلى خلفية مخاوف حيال زيادة المعروض من الخام.
    وأظهر مسح أن تعافي اقتصاد منطقة اليورو من أكبر تراجع له على الإطلاق تعثر هذا الشهر، إذ تضاءل الطلب المكبوت، الذي انطلق الشهر الماضي بفضل تخفيف إجراءات العزل. وفي المقابل، جاءت بيانات مسحية للإسكان والصناعات التحويلية في الولايات المتحدة أفضل من المتوقع.
    وجرت تسوية العقود الآجلة لخام برنت عند 44.35 دولار للبرميل بانخفاض 55 سنتا أو ما يعادل 1.2 في المائة، وحجزت تسوية العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 42.34 دولار للبرميل بنزول 86 سنتا أو 1.1 في المائة. وفقد برنت نحو 1 في المائة خلال الأسبوع، في حين شهد غرب تكساس الوسيط زيادة بنحو 1 في المائة.
    وانخفضت واردات الهند من النفط الخام في تموز (يوليو) لأدنى مستوياتها منذ آذار (مارس) 2010، بينما أفادت وزارة النقل الأمريكية بأن المسافات، التي قطعها قائدو السيارات في الولايات المتحدة في حزيران (يونيو) قلت 13 في المائة.
    وقالت مؤسسة النفط الوطنية في ليبيا إنها قد تستأنف صادرات النفط بعد أن أعلنت حكومة البلاد في طرابلس وقفا لإطلاق النار، ما وضع مزيدا من الضغوط على أسعار النفط.
    وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كبيتال في نيويورك "السوق في وضع لا يسمح لها باستيعاب أي كميات إضافية، رغم سعادتي لهم لإبرامهم اتفاق سلام، فإنه أمر سلبي بالنسبة لوضع المعروض العالمي، وهذا أحد أكبر أسباب موجة البيع اليوم".
    وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، وهو مؤشر على مستقبل الإمداد، ارتفع هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ آذار (مارس).